وزن رسالتك

 منذ ساعات قليلة كنت أفكر بكوني كاتبة، أو بالأحرى كاتبة مبتدئة، عدتُ لإضافة كلمة مبتدئة حتى يخف حِمل الكتابة علي، لا أرفض مسؤولية الكلمة ولكن ثقل وزنها يستوقفني لأعيد حساباتي، هل أنا أبالغ وأضخم فعل الكلمة أو أن غفلتنا جميعًا عن مدى وقع أفعالنا و أقوالنا أباح لنا تطفيف ميزان المسؤولية؟ ربما أصبحت الأوزان هاجس لي أود قياسه في كل خطوة أخطوها، سألت نفسي بجدية ليتضح لي مساري في الأيام القادمة، سأجازف وأتشجع أو سأكتفي بحذو الرصيف وأحمل الأوراق والريش؟ تردد في رأسي صدى كلمتي الأوراق والريش، ربما تجلب لي السعادة والراحة مقارنة بغيرها! فإذا كان الاختيار بيدي فلماذا أختار الوزن الثقيل عوضًا عن الخفيف؟ وإن لم أحمل أنا ذاك الوزن فبتأكيد سيتوجب على أحدهم حمله، هل سيطيق الأخر حملاً؟ أم سيُغرِق السفينة بأهلها؟ إذًا هل أستطيع أن أقول من يتخلى عن وزن ثقيل بمقدوره حملُه هو أول المسؤولين عن ضحايا السفينة الغارقة!

أعتقد بأن رسالة كل فرد خُلِقَ على هذه الأرض تحمل في طيها الوزن الذي يطيقه، فإذا أجاد قراءة نفسه وجد حِمل وزنه وكان سببًا في الحفاظ على السفينة وركابها، وأما إذا أخطأ في القراءة أو تركها لغيره ليقرؤوها له فسيسقط تائهًا محطمًا.

وأذكر أني قلت جملة في وقتٍ ما " يُحمِل الإنسان نفسه ما لا طاقة له، ثم يعود مكسورًا من وطأة ما حمل" قلت ذلك بعد أن شاهدت كسورًا لأشخاص كان من الممكن أن يجتنبوها فلماذا لم يفعلوا ! و أرى أنهم فعلوا ذلك بأنفسهم فلماذا يلُوموا الأخرين لماذا يتخلوا عن أفعالهم؟ هل خسروا شجاعتهم في الطريق الذي بدأوه بتهور! لا أقصد بذلك ثقل الحياة الذي تفرضه علينا، بل ما نفرضه نحن على أنفسنا. كما أني لا أرى في تخفيف الأوزان خفة وراحة بل التخلص منها عبء أخر، فمن كانت قدرته على الحِمل كبيرة لا يطيق الأوزان الصغيرة فلا ترضيه ولا تسدَ فراغه فيعثوا بالفائض من طاقته ووقته وتفكيره هنا وهناك.

كل إنسان خياط وكل الخياطون تائهون يبحثون عن إبرهم  وأقمشتهم، ويسعوا لصنع ردائهم، فمن أطال الرداء عن مقاسه التف على قدمه وسقط ومن أقصر عن طوله برد، ومن صنع رداءه بيد غيره زاد في الخرق والرقع ولن يستتر أبدًا.

آلاء.ع 🌬


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة رواية ابق حيًا

لماذا أكتب؟

لم أراني!