مراجعة رواية ابق حيًا
ابقَ
حيًا رواية خيالية للكاتب إبراهيم أحمد عيسى تقع في 268 صفحة، نُسجت أحداثها في
العهد الفاطمي بالقاهرة تحت حكم المستنصر بالله، يخوض بطل الرواية حسن الذي يدين
بالديانة الإسلامية السنية، معاركه بين غدر صديق وبين بشر جوعى يأكلون بعضهم تمسكًا
بالحياة وخوفًا من الموت فيأخذنا معه في شوارع وأزقة مظلمة لنتسأل معه كيف آلت الظروف إلى هذه الحال، وكيف حافظ قلة قليلة من
البشر على أنفسهم وإنسانيتهم من شناعة الأحداث ومن تسيًد دور المنقذ الموت أو
الانتقام، أجاد الكاتب حبك الرواية وتطور الشخصيات بسلاسة ومنطقية واصفًا ما
اختلجهم من مشاعر وكيف دفعوا ثمن أفعالهم واختياراتهم. كما أنه أضاف مراجع في أخر
الرواية.
الرواية
شيقة جعلتني أتفكر كثيرًا بحال الإنسان عندما يصل إلى أشد مستوى من فقدان الاحتياج
الأساسي لبقائه حيًا كالجوع مثلاً، فما الحد الذي قد يصل إليه متبعًا غريزته في
البقاء وكيف يحمي نفسه من الخروج عن إنسانيته؟ وهل من حق الإنسان الانتقام ممن
أذاه أو أذى المقربون منه، وكيف يحفز المجهول غرائزنا تارة وخوفنا أو قلقنا تارةً
أخرى؟
اقتباس
"
لا تسير الدنيا وفق مخططات أحد ...
أي
جحيم ألقيت فيه، ليكون عقابي الوحيد أن ابقى بين ظهور تلك المخلوقات الطامحة
للحياة؟ محاولة كشف الغيب مجهدة للعقل، قد تنتهي بنا للجنون، فإما أن تصبح صيادًا،
أو تكون أنت الطريدة"
"
كنت معلقًا من إحدى ساقي بحبل غليظ، يداي حرتان لكن لا جدوى منهما. جلت بنظري في
المكان الكئيب، الأبواب عليها طلاء أسود متناثر، الأرضية لها نفس الحظ من السواد،
لا أستطيع أن أنظر للسماء وأسألها لما أنا دون البشر يحدث لي هذا. ولكن وما تفيد
الأسئلة والتضرع، فالنجاة لا تحتاج الدعاء فقط وإنما تحتاج العمل."
تعليقات
إرسال تعليق