المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2022

لم أراني!

صورة
في صباح يوم الأربعاء أي تقريبًا في وسط الأسبوع، كان يومي ملبد بالأشغال وعقلي بالأفكار، وكأن داخلي مرآة تعكس صورة السماء المُلبدة بالغيوم، إلا أن السماء تُنبأ بهطول المطر وبعث الفرح، أما أفكاري وأشغالي لا يمكن التنبؤ بما ستنهمر به سوى الإرهاق والتعب في أخر اليوم، على أي حال الطقس الممطر هو المفضل لدي، فلم أكن أتشائم أو أنظر للسماء الرمادية نظرة ترقب بخطر مُحدق أو حزن دفين أو فُراق قريب أو أي من هذه الترهات، نظرتُ إلى الساعة فوجدتها في تمام السادسة فأسرعت واخذتُ ملابسي ولبست، ذهبت إلى المطبخ صنعت قهوتي وأنا أعيد بيني وبين نفسي ما الذي يتوجب علي فعله اليوم وعدت لغرفتي على عُجالة و بيدي كوب القهوة، وقفت أمام المرآة و لم! لم أجدني! لا أرى صورتي في المرآة! مسحتُ عيني بفزع! المرآة لا تراني! ولكنها ترى الكوب بوضوح تراهُ بحجمه ولونه وحتى تُظهر جزءً مما بداخله! أحرك يدي فيتحرك الكوب وحده، توترت بشدة واحترت من التي يجب أن أتصل بها من صديقاتي أولاً لأخبرها بالحادثة المخيفة هذه، فسمعت همسات المرآة تخاطبني، لو كنتِ حقيقية كما الكوب الذي بيدك لرأيتك، وتردد صوتها بداخلي فشعرتُ بغضب شديد لا لأنها لم تر...

من الذي كتبني؟

كنتُ أكره كرة السلة ولم أفكر يومًا أن ألعبها لذا لم أتابع أي شيء يتعلق بها أو أي كرتون لها، كرهي لها كان منذ الطفولة و لسبب لا أعلمه، و في سن العشرين قمت بتقديم خطاب لوحدة الأنشطة بجامعتي أطلب منهم السماح لي بالقيام بمبادرة لترميم ملعب السلة الخارجي في الجامعة و الذي كان يقع خلف مبنى المعامل، وذلك لإقامة دوري سلة بين الكليات، في حقيقة الأمر لقد فعلتُ ذلك لأن صديقتي المقربة كانت تحب كرة السلة و دائمًا ما تتخيل لو أن الملعب مهيأ وتلعب به في أوقات الراحة، فأردتُ أن أقدم لها شيئًا يُسعدها ويجعلها تتحمس لقدومها إلى المحاضرات، انتهى بي المطاف كلاعبة في فريق كلية العلوم و أنا في غاية السرور، و أصبحت أتحدث عن كوني لاعبة كثيرًا، هُزمنا في أول مباراة، وشعرت وقتها بغصة شديدة للهزيمة حتى أنا لم أكن أعلم أني سأتأثر لهذه الدرجة! وبالرغم من أنها لم تكن هزيمتي الأولى في اللعب. استعجبت كيف تحول كرهي لكرة السلة لشيء ممتع أمارسه أحيانًا. أمر أخر عند مرور كلمة السياسة عبر أذني يحللها دماغي فورًا إلى شعور بالصداع، الآن أنا لا استمع لتحليلات السياسية وفقط، بل أني حصلت على دبلوم بالعلاقات الدولية! هناك ا...

لماذا أكتب؟

  الساعة العاشرة والربع مساءً، إحدى الأيام الاعتيادية العادية جدًا، أجلس على كرسي في المطبخ أمامي طاولة الطعام، لتو وضعتُ عليها حساء ساخن لأشربه، وهذا ليس له أي علاقة بسبب كتابتي! فليس المطبخ مكان إلهامي ولا الحساء من يجعل مزاجي في تألق ورضا وهدوء، حتى أني لا أستطيع شم رائحته ولا استشعر طعمه بشكلٍ جيد، وهذا يعني أني سأشربه بسبب المرض لا أكثر. ولكني اعتقد ولستُ متأكدة بعد أني أكتب حتى لا أشعر بأني أُهدر في هذا العالم، وهنا أتحدث عني كأفكار وزمن، بعيدًا عن كل شيء يخص ذاتي. أحيانًا أشعر بهلع عندما أتخيل أني مررت في هذه الحياة مرور الكرام! -أنا أيضًا أعتقد أن كل إنسان لديه إحساس بنفسه والمسؤولية اتجاه الحياة يفكر بهذه الطريقة ويشعر أيضًا كذلك- ولأخفف هذا الشعور أجدني بين مختلف الكتب أقرأ لأتعلم، ثم يكون لدي ما أستطيع تقديمه لغيري ثم يكون لمروري وقع وأثر. أستمتع وأتأمل وأفكر كثيرًا فيما قرأت وأتناسى خوفي تدريجيًا قبل أن يداهمني مجددًا في أيامي القادمة، أظل كذلك إلى أن تحين ساعة نومي وأنام بعمق كالأطفال، وكأني لم أصاب بخوف وهلع قبل ساعات! ثم إليك المفاجأة أعود في اليوم التالي أحاول أن ال...